الدنمارك: امرأة تؤم المصلين في خطبة جمعة موضوعها البوركيني
العاصمة الدنماركية كوبنهاغن كانت يوم الجمعة الماضي على موعد مع التاريخ بعد أن أمّت سيّدتان صلاة الجمعة في مسجد مريم، واقتصرت الصلاة على النساء فقط واللاتي قدّر عددهن داخل المسجد بـ 60 امرأة.
ويعتبر مسجد مريم الذي تم افتتاحه في فيفري الماضي، أوّل بيت صلاة في الدول الإسكندنافية تؤمه امرأة، ويعدّ أحد المساجد القليلة من هذا النوع الموجودة في العالم.
وستخصص صلاة الجمعة في هذا المسجد للنساء فقط، على أن يسمح للجميع بدخوله في سائر الأيام.
وقالت مؤسسة المسجد، شيرين خانقان المولودة في الدنمارك من أب سوري وأم فنلندية إنها تلقت ردود فعل إيجابية في أوساط المسلمين في كوبنهاغن وإن الانتقادات كانت "معتدلة".
وأضافت خانقان المختصة في شؤون الفقه الإسلامي ، وهي مثقفة معروفة في الدنمارك، إن ''التقاليد الإسلامية تسمح للمرأة بأن تؤم الصلاة" وعزت معارضة ذلك إلى الجهل بالأمر.
البوركيني موضوع خطبة الجمعة
وكانت خطبة الجمعة التي ألقتها ''الإمامة'' موضوعها ''البوركيني''، لباس البحر ''الإسلامي'' الذي أحدث جدلا واسعا في فرنسا ومختلف دول العالم بعد قرار بعض البلديات الفرنسية حظره على شواطئها قبل أن يصدر مجلس الدولة بفرنسا ببطلان هذا الحظر.
وقالت وصالحة ماري فتاح، التي ألقت الخطبة للمصلين، إنه واستنادا لتقارير وسائل الإعلام، فإنّه لم يعد هناك أي قطعة بوركيني في المحلات الأوروبية، في إشارة إلى حظر هذا اللباس في عدد من المنتجعات الفرنسية، وهو الأمر الذي دفع النساء المسلمات وغير المسلمات للإقبال عليه كنوع من التضامن.
وذكرت صحيفة ''الغارديان'' البريطانية أنّ صلاة الجمعة هذه كانت مختلفة، حيث تواجد خارج المسجد سيدة كانت ترضع طفلها، في حين كانت أخرى تضع أحمر شفاه، وكانت النساء تعانقن وتقبلن بعضهن البعض وتسمعن آذان الصلاة بصوت نسائي.
ونقلت الصحيفة أنّ نصف النساء المتواجدات داخل المسجد كنّ من أتباع ديانات أخرى، غير الإسلام، أو من غير المتدينين الذين تمت دعوتهن لحضور حفل افتتاح المسجد في مشهد نادر الحدوث.
وقالت خنقان إن أحد أهداف المسجد الأساسية ''تحدي البنية التي يهيمن عليها الرجال داخل المؤسسات الدينية''، مضيفة أن “المؤسسات الدينية الإسلامية يهيمن عليها الرجال، وما زالت النساء غير متساوية مع الرجال في الديانة الكاثوليكية واليهودية أيضا''.
وأضافت أنّ من بين الأهداف الأخرى تحدي التفسير الذكوري للقرآن ومواجهة تنامي ظاهرة الخوف من الإسلام، وتعزيز القيم التقدمية الإسلامية.